رأي الإسلام في الاختلاط الذي عمت به البلوى في الوقت المعاصر (دراسة فقهية تأصيلية لنوازله المُستجدَّة)

الملخص

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله الصادق الأمين صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، ثم أما بعد:

فهذا البحث يهدف إلى معرفة التأصيل الشرعي بشأن الاختلاط الذي عمت به البلوى في وقتنا المعاصر، وذلك بإيراد النصوص الشرعية، وبيان آراء الفقهاء القدامى والمعاصرين، وسرد مسائل واقعية معاصرة عنه، مع إبراز ضوابطه وآدابه الشرعية، دراسة فقهية تأصيلية لنوازله المستجدة.

اشتمل البحث على مقدمة ذكرت فيها أهمية البحث، وأسباب اختياره، وأهدافه، والدراسات السابقة له، ثم ختمت المقدمة بمنهج البحث وخطواته، مع بيان الخطة المتبعة في هذه الدراسة، وجعلتها في تمهيد، وستة مباحث.

تناولت في التمهيد: مفهوم الاختلاط، وذلك بتعريف الاختلاط لغة واصطلاحاً، وبيان الخلاصة من تلك التعاريف. كما تناولت في المبحث الأول والثاني: التأصيل الشرعي بشأن الاختلاط الذي عمت به البلوى، وذلك بإيضاح الأسباب المحرمة الموصلة لتحريمه، إذ المفاسد واجب دفعها ودفع أسبابها، كما تطرقت للتأصيل الشرعي القائل بجواز الاختلاط للحاجة والضرورة. وأما المبحث الثالث: فقد أوردت فيه جملة من الوقائع والنوازل المعاصرة التي عمت بها البلوى، ودراستها وفق الكتاب والسنة، والقواعد الفقهية، والاجتهادات المعاصرة. وأما المبحث الرابع: فقد أوضحت فيه مذاهب الفقهاء وآراءهم عن الاختلاط، مع بيان خلاصة قولهم بتحريم الأسباب المحرمة الموصلة إليه، سداً للذريعة، ومنعاً للفتنة، وأما إذا انتفت الأسباب والوسائل المحرمة فلا بأس بجوازه، وذلك لما تدعو إليه الحاجة وبقدرها. وأما المبحث الخامس: فجعلته لبيان آراء الفقهاء المعاصرين، وفتاواهم عن الاختلاط الذي عمت به البلوى في وقتنا المعاصر. وأما المبحث السادس، فقد تطرقت فيه إلى الضوابط والآداب الشرعية، والتي يجب مراعاتها، والالتزام بها عند اختلاط الرجال بالنساء. وختمت البحث بخاتمة ذكرت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها فيه، مع أهم المراجع والمصادر.